- يجب على المجتهد أنْ يُحيط بمسائل زمانه فلا ينبغي أن يقبل الشعب ولا الشباب ولا حتّى العوامّ من الناس أنْ يقول مجتهدهم ومرجعهم إنّني لا أُبدي وجهة نظري في المسائل السياسيّة.
- من خصوصيّات المُجتهد الجامع, العلم بأساليب مواجهة حيل وأكاذيب الثقافة الحاكمة على العالم، وامتلاك بصيرة ونظرة اقتصاديّة، والاطّلاع على كيفيّة مواجهة الاقتصاد الحاكم على العالم، ومعرفة السياسات وحتّى السياسيّين والمعادلات الّتي يملونها.
- يجب على المجتهد أنْ يمتلك نباهة وذكاءً وفراسة لهداية المجتمع الإسلاميّّ الكبير وحتّى غير الإسلاميّّ، وأن يكون مديراً ومدبّراً بشكل حقيقيّ إضافة إلى إخلاصه وتقواه وزهده الّتي هي في مستوى شأن المجتهد.
- الحكومة في نظر المجتهد الواقعيّ هي عبارة عن الفلسفة العمليّة لتمام الفقه في جميع زوايا الحياة البشريّة.
- الحكومة هي مظهر الجنبة العمليّة للفقه في تعامله مع جميع المعضلات الاجتماعيّة والعسكريّة والثقافيّة.
- الفقه هو النظريّة الواقعيّة الكاملة لإدارة الإنسان والمجتمع من المهد إلى اللحد.
- إنّ جهودكم أيّها الأعزّة لا تخفى على أحد، وإن شاء الله تكونون من خلال مساعدة جميع العاملين في الحوزة قادرين على الإجابة عن أسئلة العالَم الإسلاميّّ.
- ينبغي الاستفادة من محاسن الأساليب الجديدة والعلوم الّتي تحتاج إليها الحوزات العلميّة إلى جانب الترويج للاجتهاد الجواهريّ بشكل مُحكم وثابت.
- يجب على العلماء أنْ يمتلكوا أبعاداً مختلفة في التعليم حسب أبعاد الإسلام وأبعاد الإنسان.
- يجب على الحوزات أنْ تدرّس سائر علوم الإسلام في أبعاده المختلفة مثلما تعلِّم الفقه وفروعه المختلفة، وذلك حتّى تُخرّج أشخاصاً يقومون بهداية الناس وإرشادهم.
- يجب على العلماء الأعلام والمدرّسين المحترمين الّذين يريدون الخير للإسلام وللبلدان الإسلاميّة - أنْ ينتبهوا بجدٍّ خوفاً من أن تؤدّي بهم التشريفات والاهتمام بالمباني العديدة من أجل أهداف الإسلام السياسيّة والاجتماعيّة إلى الغفلة عن المسألة المهمّة في الحوزات وهي الاشتغال بالعلوم الإسلاميّة الشائعة خاصّة الفقه ومقدّماته بالشكل التقليديّ.
- لو فقد الإسلام - لا سمح الله - كلّ شيء ولكن بقي فقهه على الطريقة الموروثة من الفقهاء الكبار فإنّه سيواصل طريقه، أمّا إذا حصل على كلّ شيء، وفقد فقهه على طريقة السلف الصالح، فإنّه سيكون عاجزاً عن مواصلة طريق الحقّ، وينتهي به الأمر إلى الفساد.
- مع أنّنا نعلم أنّ المراجع العظام والعلماء الأعلام والمدرّسين الأفاضل - دامت بركات وجودهم - ملتفتون إلى هذا الأمر، لكنّنا نخشى في حال سيطرة التشريفات والزخارف الشبيهة بالقطب المادّي أن تؤثّر في الأجيال القادمة، وأنْ يصيب الحوزات - لا سمح الله - ما نحذر منه.
- يجب على المتصدّين لهذه الأمور والمهتمّين بها الحذر ومنع الإفراط، والعمل ما في وسعهم من أجل خدمة الحوزات العلميّة وخدمة الإسلام والعلوم الإسلاميّة ومراعاة حدّ الوسط في الأعمال، والامتناع عن الإفراط والتفريط.
- أمّا فيما يتعلّق بأسلوب تدريس الحوزات وتحقيقاتها فإنّني أعتقد بالفقه التقليدي والاجتهاد الجواهريّ, ولا أجيز التخلّف عن ذلك, فالاجتهاد بنفس الأسلوب صحيح إلّا أنّ هذا لا يعني أنّ فقه الإسلام غير متجدّد..
- على العلماء والحوزات العلمية أن يقيسوا دوماً نبض أفكار المجتمع وحاجاته, وعليهم أن يكونوا متقدّمين على الحوادث على الدوام, ومستعدّين للقيام برد فعل مناسب عند وقوع الأحداث, فلعلّ الأساليب الرائجة في توجيه الناس وإدارة شؤونهم تتغيّر في السنوات المقبلة, وتصبح المجتمعات البشريّة محتاجة إلى حلّ مشكلاتها المستحدثة, لهذا فإنّ على العلماء المسلمين الأعلام أن يهتمّوا ويجدوا استعداداً لمواجهة هذه الأمور.
- إذا كانت بعض المسائل ممّا لم يطرح سابقاً أو لم تكن لها موضوعات, فإنّ على فقهائنا الحاليّين أن يهتموا بها.
- المهمّ هو المعرفة الصحيحة بالحكومة والمجتمع, إذ على أساس ذلك يمكن للنظام الإسلاميّ أن يقوم بالتخطيط لما ينفع المسلمين, وفي ذلك تتأكد مسألة وحدة الرؤية والعمل, لهذا فإنّ الاجتهاد المتعارف في الحوزات لن يكون كافياً لذلك.
- إنّ هدفنا الأساس هو إعمال الأصول الفقهيّة المحكَمة في حياة الفرد والمجتمع وتطبيقها عليهما, وتقديم الأجوبة لجميع المعضلات الّتي تواجههما, ومخاوف الاستكبار إنّما تنشأ من هذه المسألة بالذات وهي أن يكون للفقه والاجتهاد جنبة عمليّة وتحقّق عيني.
- على المجتهد أن يُحيط بأمور زمانه, ولا يمكن للشعب وللشباب وحتّى للعوام أن يقبلوا من مرجعهم ومجتهدهم أن يقول إنّني لا أبدي رأياً في القضايا السياسيّة.
- لو أنّ أحداً كان الأعلم في العلوم المتعارفة في الحوزات إلّا أنّه لا يستطيع تشخيص مصلحة المجتمع ويعجز عن تمييز الصلحاء النافعين من الطلحاء الضارّين, وافتقد بشكل كامل إلى النظرة الصحيحة في الأمور الاجتماعيّة والسياسيّة, ولم تكن لديه القدرة على اتخاذ القرار فإنّ شخصاً كهذا لا يمكن أن يكون مجتهداً في المسائل الاجتماعيّة والحكومية ولا يمكنه قيادة المجتمع.
- إنّ المسائل الّتي ظهرت اليوم تختلف عن الماضي, والاستنباط لأحكام الإسلام مختلف أيضاً.
- إحدى المسائل البالغة الأهميّة في الاجتهاد وفي القرارات المتّخذة في عالمنا المضطرب هي مسألة الزمان والمكان.
- الزمان والمكان عنصران معيِّنان في مسألة الاجتهاد, فالمسألة الّتي حُكم فيها بحكم معين في الماضي يمكن أن تأخذ حكماً جديداً بسبب ما يتعلّق بالعلاقات الحاكمة على سياسة واجتماع واقتصاد نظام ما, بمعنى أنّه من خلال المعرفة الدقيقة للعلاقات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة فإنّ الموضوع الّذي لا يبدو في الظاهر مختلفاً عن السابق, يصبح جديداً في الواقع ولا بدّ أنّه يحتاج إلى حكم جديد.
* الكلمات القصار, الإمام الخميني قدس سره, إعداد ونشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.