- إنّ آخر مراتب عالم الطبيعة هي أوّل مراتب التجرّد. وعندما تكتمل هذه القوى تدريجيّاً، وتتّجه نحو عالم الغيب، تحصل الوحدة نتيجة لذلك وهي النفس. والنفس بوحدتها تجمع وتحوي هذه التكثّرات، وتتحرّك تدريجيّاً.
- في الحقيقة، إنّ اختلاط عالم الغيب والشهادة هو اختلاط الطبيعة والتجرّد، واختلاط الكثيف واللطيف، حتّى تجرّ نفسها خارج الطبيعة من خلال سيرها التكامليّ، وتنضمّ إلى قافلة المجرّدات.
- عندما ترفع (النفس) قدمها من آخر مرتبة في عالم الطبيعة، فإنّها تضعها في أوّل مرتبة من عالم التجرّد، وتجتاز عالم الشهادة إلى عالم الغيب. وعندما تعبر حدود الطبيعة والتجرّد، فإنّها تودّع قافلة الطبيعة. وهذا هو الفراق الّذي نسميه بالموت.
- إنّ الوصول إلى عالم التجرّد لمادّة وقعت في طريق الإنسانيّة هو قهريّ وطبيعيّ، وهذه طريقة حقّة وذاتيّة لهذا الطريق والصراط.
- إنّ الإنسان عندما يخرج من الطبيعة، فإنّه يمكن أنْ يكون في ساعة الخروج إمّا مجرّداً عقلائيّاً، أو مجرّداً شيطانيّاً. ويكون الإنسان بالنتيجة إمّا مجرّداً سعيداً، أو مجرّداً شقيّاً.
- نعم، إنّ الذهاب إلى عالم التجرّد هو أمر قهريّ، إلّا أنّ الإنسان قد يربح في هذا السفر الإجباريّ، أو يتضرّر فيُصبح إمّا شيطاناً مجرّداً، أو إنساناً مجرّداً.
- إنّ الإنسان لدى الاحتضار والمعاينة، يشاهد ما كان فيه وهو غير واقف عليه، وأنّه بذر بنفسه لهذه المعاينة والمشاهدة في عالم وجوده.
- إنّ الحياة الدنيويّة كانت ستاراً ملقىً على عيوبنا، وحجاباً على وجه أهل المعارف، وعندما يُزاح هذا الستار، ويُخترق هذا الحجاب، يرى الإنسان نموذجاً ممّا أعدّه، وممّا كان فيه.
- إنّ الإنسان لا يرى في العوالم الأخرى من العذاب والعقاب، إلّا ما وفّره وهيّأه بنفسه في هذه الدنيا.
- كلّ ما أنجزه الإنسان في هذا العالم من الأعمال الصالحة والخُلق الحسن، والعقائد الصحيحة, يرى
صورته في ذلك العالم بالعيان، مع رؤيته لما يتفضّل عليه الحقّ المتعالي بلُطفه من الكرامات الأخرى.
- من الطبيعيّ أنّه لا يمكن القول إنّ جميع النفوس سوف تصبح مجرّداً عقلانيّاً، وستصل إلى تلك الدرجة والسعادة، فمثل هؤلاء الأشخاص قليلون. وإنّ قليلاً من الأنبياء والأولياء والمؤمنين الخلّص والمُخلصين سوف يصلون إلى تلك الدرجة من السعادة.
- نعم، قوّة الخيال مجرّدة، إلّا أنّ تجرّدها ليس تامّاً، بل تجرّد برزخيّ ولا يوجد عندنا مانع عن التجرّد البرزخيّ للقوّة المتخيّلة.
* الكلمات القصار, الإمام الخميني قدس سره, إعداد ونشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.