- يجب عليّ أنْ أقول إنّ يوم مبعث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لا يوجد يوم على طول الدهر - من الأزل إلى الأبد - أشرف منه، لأنّه لم تقع حادثة أعظم من هذه الحادثة.
- في الدنيا وقعت حوادث عظيمة مثل بعثة الأنبياء العظام، وأولي العزم عليهم السلام، وكثير من الأحداث الأخرى. لكنْ لا يوجد حدث أعظم من بعثة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، لعدم وجود من هو أعظم من الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في العالم، ما عدا الذات الإلهيّة المقدّسة، ولا يوجد حدث أعظم من بعثته.
- لو تُرك الإنسان وشأنه لقال ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾. فالبعثة تستهدف السيطرة على هذه النفوس العاصية والمتمرّدة الطاغية ولتزكيتها.
- إنّ البعثة وماهيّتها وبركاتها ليست من المواضيع الّتي يمكن أنْ نذكرها بألسنتنا القاصرة، فأبعادها واسعة، وجهاتها الماديّة والمعنويّة كثيرة.
- لقد أحدثت البعثة تحوّلاً علميّاً عرفانيّاً في العالم بحيث إنّ الفلسفات اليونانيّة المتحجّرة تبدّلت إلى عرفان عينيّ وشهود حقيقيّ لأصحاب الشهود.
- جاءت بعثة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لتوضّح للناس طريق رفع الظلم وإزالته، وتكشف لهم الطريق، حتّى يواجه الناس القوى المتكبّرة.
- تستهدف البعثة إنقاذ أخلاق الناس، ونفوسهم، وأرواحهم، وأجسامهم من الظلمات، وأنْ تزيل الظلمات ليحلّ محلّها النور، لِتُزيح ظلمة الجهل وتأتي مكانها بنور العمل، وأنْ تزيل ظلام الظُلم، وتحقّق مكانه العدل, ليشعّ نوره، ويكشف لنا عن طريقه.
- إنّ أحد أهداف البعثة هو إنزال هذا القرآن الّذي كان في الغيب بصورة غيبيّة وفي علم الله تبارك وتعالى.
- هدف البعثة هو نزول الوحي ونزول القرآن، وهدف تلاوة القرآن على البشر هو ليزكّوا أنفسهم وينقذوها من هذه الظلمات، حتّى تتمكّن أرواحهم وأذهانهم بعد ذلك من أنْ تفهم الكتاب والحكمة.
* الكلمات القصار, الإمام الخميني قدس سره, إعداد ونشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.