- لو نظرنا إلى هذا القرآن الكريم الموجود بين أيدي المسلمين، والّذي ليس فيه حرف زيادة ولا نقيصة منذ البداية وحتّى الآن، لو نظرنا إليه بعين التدبير لما وجدناه يدعو الناس أبداً للجلوس في منازلهم وذكر الله والخلوة به … إنّه يدعو إلى الاجتماع، ويدعو إلى السياسة، ويدعو إلى إدارة البلاد.
- جميع الأعمال الّتي دعا الإسلام إليها ذات جنبة عباديّة. وحتّى أنّ العمل في المصانع والزراعة والتربية والتعليم في المدارس كلّها مصالح إسلاميّة وذات جنبة عباديّة.
- إنّ الأحكام الأخلاقيّة للإسلام سياسيّة أيضاً, فهذا الحكم الموجود في القرآن والّذي يعتبر المؤمنين أخوة إنّما هو حكم أخلاقيّ وحكم اجتماعيّ وسياسيّ.
- لو أمكنكم درك مفهوم الدين في ثقافتنا الإسلاميّة، لتأكّد لكم بوضوح عدم وجود أيّ تناقض بين القيادة الدينيّة والسياسيّة.
- كما أنّ الكفاح السياسي هو جزء من الوظائف والواجبات الدينيّة، فإنّ قيادة الكفاح السياسيّ وتوجيهه هما جزء من وظائف ومسؤوليّات القائد الدينيّ.
- الإسلام دين السياسة، وهو الدين الّذي تظهر السياسة بوضوح في أحكامه ومواقفه.
- في الحقيقة فإنّ الحج اجتماع كبير، ومجلس أعلى لدراسة أوضاع جميع البلدان الإسلاميّة.
- إنّ شعار فصل الدين عن السياسة من الدعايات الاستعماريّة، ويُراد من خلاله منع الشعوب الإسلاميّة من تقرير مصيرها.
- تناولت الأحكام الإسلاميّة المقدّسة الأمور السياسيّة والاجتماعيّة أكثر من الأمور العباديّة.
- يظهر من خلال طريقة نبيّ الإسلام صلى الله عليه وآله وسلم في إدارة الأمور الداخليّة للمسلمين والأمور الخارجيّة أنّ الكفاح السياسيّ كان واحداً من المسؤوليّات الكبيرة للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
- إنّ استشهاد أمير المؤمنين عليه السلام، والحسين عليه السلام أيضاً، وسجن وتعذيب ونفي ودسّ السمّ للأئمّة عليهم السلام، كلّ ذلك بسبب الكفاح السياسيّ للشيعة ضدّ الظلم.
- بكلمة واحدة: فإنّ الكفاح والنشاطات السياسيّة هي جزء مهمّ من الوظائف الدينيّة.
- إنّ لهذه المواقف في الإسلام - كعيد الفطر والأضحى والحجّ ومواقف الحجّ، وصلاة الجمعة والجماعة الّتي تقام في الليل والنهار - أبعاداً عباديّة وسياسيّة واجتماعيّة… وهذه الأبعاد مُدغمة ومتداخلة بعضها مع بعض.
- الدين الإسلاميّ ليس مجرّد دين عباديّ، وظيفته تقتصر على العلاقة بين الإنسان وخالقه، فهو ليس وظيفة روحانيّة فقط, كما أنّه ليس ديناً سياسيّاً فقط، بل عباديّ وسياسيّ، وإنّ سياسته مُدغمة في عباداته، وعبادته مدغمة في سياساته.
- إنّ لنفس البعد العباديّ بعداً سياسيّاً أيضاً.
- إنّ أهمّ علّة تعاني منها المجتمعات الإسلاميّة هي أنّها لم تدرك الفلسفة الحقيقيّة للكثير من الأحكام الإلهيّة.
- لمّا لم تكن حربة الإرهاب والتهديد فعليّة جدّاً في هذا القرن سعى الاستكبار إلى تقوية أساليب النفوذ, وكان أوّل وأهمّ التحرّكات في هذا المجال هو بثّ شعار فصل الدِّين عن السياسة, حيث كانت هذه الحربة- وللأسف- فاعلة إلى حدّ ما في الحوزة وفي صفوف العلماء حتّى أصبح التدخّل في السياسة دون شأن الفقيه, وأصبح دخول معركة السياسيّين يؤدّي إلى الاتهام بالعمالة للأجانب.
- عندما رفع شعار فصل الدِّين عن السياسة وأصبح الفقه في منطق الجهلة هو الاستغراق في الأحكام الفرديّة والعباديّة, ولم يعد يُسمح للفقيه أن يخرج عن هذا الإطار ويتدخّل في السياسة وشؤون الحكم, عند ذاك أصبحت حماقة العالِم في معاشرة الناس فضيلة. وعلى حدّ زعم بعض يُصبح العلماء موضع احترام وتكريم الناس حتّى تستولي الحماقة على كلّ كيانهم, بينما كان العالِم السياسيّ والعالِم العامل النشيط يعتبر إنساناً مدسوساً.
- إنّ المستعمرين هم الّذين قالوا وأشاعوا فكرة فصل الدِّين عن السياسة, وأنّ على علماء الإسلام أن لا يتدخّلوا في الأمور الاجتماعيّة والسياسيّة, فهذا قول الرافضين للدِّين, وإلّا فهل كانت السياسة منفصلة عن الدِّين في زمن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؟! وهل انقسم الناس يومئذ إلى مجموعتين العلماء والسياسيّين؟! إنّ هذا الكلام من صنع وإعداد المستعمرين والعملاء السياسيّين, ويهدفون من ورائه إلى عزل الدِّين عن إدارة شؤون الحياة والمجتمع الإسلاميّ, وعزل علماء الإسلام عن الناس وعن الجهاد في سبيل الحريّة والاستقلال ليتمكّنوا بعدها من التسلّط على المسلمين ونهب ثرواتهم.
- من القضايا الّتي كانت منتشرة في الحوزات اعتبار كلّ من يسير منحرفاً أكثر تديّناً, فيما أصبح تعلم اللغات الأجنبيّة كفراً وتعلّم الفلسفة والعرفان ذنباً وشركاً.. ولا شكّ عندي بأنّه لو استمرت هذه السياسة لأصبح وضع العلماء والحوزات كوضع كنائس القرون الوسطى.
- اليوم يوجّه عدد من المتلبّسين بلباس القداسة السهام إلى الدِّين والثورة والنظام, كأن لا وظيفة لهم غير هذا, وليس قليلاً خطر المتحجّرين والمزيّفين الحمقى في الحوزات العمليّة. وعلى الطلبة الأعزّاء أن لا يقصّروا لحظة واحدة في معرفة أمر هؤلاء الثعابين الّتي يبدو مسّها ليناً جدّاً, فإنّهم مروّجو الإسلام الأمريكيّ وأعداء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
* الكلمات القصار, الإمام الخميني قدس سره, إعداد ونشر: جمعية المعارف الإسلامية الثقافية.