عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
"كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: نَبَّهْ بَالتَفَكُّرِ قَلْبَكَ وَجافِ عَنِ
اللَّيْلِ جَنْبَكَ وَاتَّقِ اللهَ رَبَّكَ"1.
في بيان فضيلة التفكُّر
اعلم أنّ للتفكُّر فضائل كثيرة. فالتفكُّر هو مفتاح أبواب المعارف وخزائن
الكمالات والعلوم، وهو مقدّمة لازمة وحتمية للسلوك الإنساني، وله في القرآن الكريم
والأحاديث الشريفة تعظيم بليغ وتمجيد كامل، كما أنّ تاركه معيّر ومذموم. وقد جاء عن
الإمام الصادق عليه السلام: "أفْضَلُ الْعِبَادَةِ إدمانُ التَّفَكّرِ فِي الله
وَفِي قُدْرَتِهِ"2، وفي حديث آخر: "تَفَكُّر سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ قِيامِ
لَيْلَةٍ".
وفي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إِنَّ تَفَكُّرَ سَاعَةٍ خَيْرٌ
مِنْ عِبَادَةِ سَنَةٍ". وفي حديث غيره: "إِنَّ تَفَكُّرَ سَاعَةٍ خَيْرٌ
مِنْ عِبَادَةِ سِتِّينَ سَنَةٍ"3، وفي رواية: "سَبْعِينَ سَنَةٍ"4، وعن
بعض علماء الفقه والحديث: "أَلْفَ سَنَةٍ" وعلى كلّ حال، إنّ للتفكُّر درجات
ومراتب، ولكلّ مرتبة نتيجة أو نتائج، وسوف نتناول بعضها.
الأوّل: التفكُّر في الحقّ تعالى
أوّل مراتب التفكُّر هو التفكُّر في الحقّ تعالى وأسمائه وصفاته وكمالاته.
ونتيجة ذلك هو العلم بوجوده وبأنواع تجلّياته. وهذا أفضل مراتب التفكُّر، وأعلى
مراتب العلوم، وأتقن مراتب البرهان. إذ إنّ الانتباه إلى ذات العلّة، والتفكُّر في
السبب المطلق، يدفع بالإنسان إلى العلم به وبالمسبَّبات والمعلومات.
الثاني التفكُّر في المصنوع
ومن مراتب التفكُّر، التفكُّر في روائع الصنع وإتقانه ودقائق الخلق، بما يتناسب
وقدرة الإنسان من طاقة للتفكُّر. ونتيجة هذا التفكُّر هي معرفة المبدأ الكامل
والصانع الحكيم.
وملخّص الكلام، أنّ التفكُّر في لطائف الصنعة ودقائقها وفي إتقان نظام الخليقة، من
العلوم النافعة، ومن أفضل الأعمال القلبية، وخير من جميع العبادات، لأنّ نتيجته
أشرف نتيجة.
وعلى أيّ حال إنّ الإطلاع على لطائف الصنعة وأسرار الخليقة بحسب الحقيقة والواقع لم
يتيسّر للبشر، حتى الآن. إنّ أساس الخليقة ونظامها يكون من الدقّة والاستحكام ومن
الجمال والكمال في مستوى لو أنّ الإنسان أمعن النظر في أيّ كائن مهما كان حقيراً،
مستخدِماً كلّ علومه الّتي اكتسبها خلال قرون، لما استطاع أن يطّلع على نسبة واحد
بالألف، من ذلك، فكيف له أن يتمكّن من إدراك النظام الكلّي الجميل، ساعياً عن طريق
الأفكار البشرية الجزئية الناقصة، لفهم بدائعه ودقائقه. إنّنا سنلفت انتباهك إلى
إحدى دقائق الخلق ممّا هو قريب بعض الشيء من الأفهام ويعدّ من المحسوسات.
أيها العزيز، انظر وتأمّل في العلاقة الّتي بين هذه الشمس والأرض. وفي المسافة
المعيّنة بين الأرض والشمس، وحركة الأرض حول نفسها وحول الشمس. تلك الحركة الّتي
تكون على مدار محدّد فيحصل منها الليل والنهار والفصول. فما أتقنه من صنع وما
أكملها من حكمة؟ ولولا هذا التنظيم، أي لو كانت الشمس أقرب أو أبعد، لما تكوّن في
الأرض ـ في الحالة الأولى من الحرّ، وفي الحالة الثانية من البرد ـ معدن، ونبات،
وحيوان. وكذلك لو توقّفت الأرض عن الحركة، على ما هي عليه من البعد عن الشمس لما
كان الليل أو النهار، ولا كانت الفصول، ولما تكوّنت الأرض نهائياً أو القسم الأكبر
منها.
ولكن لِمَ ابتعدنا كلّ هذا البعد؟ فليفكّر المرء في خلقه هو، على قدر طاقته وسعة
علمه: أوّلاً في الحواس الظاهرة الّتي صنعت وفق المدركات والمحسوسات، إذ إنّ لكلّ
مجموعة من المدركات، الّتي توجد في هذا العالَم، قوّة مدركة بأدقّ ما تكون من
الدقّة والترتيب المحيّرين للعقول.
والأمور المعنوية، الّتي لا تدرك بالحواس الظاهرة، تدرك على ضوء الحواس الباطنية.
دع عنك علم الروح والقوى الروحية للنفس، ممّا تقصر مدارك الإِنسان عن فهمها، واتّجه
بنظرك إلى علم الأبدان وتشريحها وبنائها الطبيعي، وخصائص كلّ عضو من الأعضاء
الظاهرية والباطنية. انظر ما أغرب هذا النظام وما أعجب هذا الترتيب؟! على الرغم من
أنّ علم البشر لم يبلغ حتّى الآن، ولن يبلغ حتّى بعد مائة قرن، إلى معرفة واحد
بالألف منه، حسب الاعتراف الصريح بأفصح لسان من جميع العلماء بعجزهم، مع أنّ جسم
الإنسان بالنسبة إلى كائنات الأرض الأخرى، لا يزيد على مجرّد ذرّة تافهة، وأنّ
الأرض وجميع كائناتها، لا تعدل شيئاً إزاء المنظومة الشمسية، وأنّ كلّ منظومتنا
الشمسية لا وزن لها إزاء المنظومات الشمسية الأخرى، وأنّ كلّ هذه المنظومات،
الكبيرة منها والصغيرة، مبنية وفق ترتيب منظّم، ونظام مرتّب، بحيث إنّ أيّ نقد لا
يمكن أن يوجّه إلى أتفه ذرّة فيها، وأنّ عقول البشر كافة عاجزة عن فهم دقيقة من
دقائقها. فهل بعد هذا التفكُّر يحتاج عقلك إلى دليل آخر ليذعن بأنّ كائناً عالماً،
حكيماً، لا يشبه الكائنات الأخرى، هو الّذي أوجد هذه الكائنات بكلّ حكمة ونظام
وترتيب وإتقان؟ ﴿أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾5
إنّ كلّ هذا الخلق المتقن الّذي يعجز عقل الإنسان عن فهمه، لم يظهر عبثاً وتلقائياً!
فلتعمَ عين القلب الّتي لا ترى الله، ولا تشاهد جمال جميله في هذه المخلوقات!
وليمحق الّذي يبقى في الشكّ والتردّد بعد كلّ هذه الآيات والآثار؟ ولكن ما الّذي
يستطيع هذا الإنسان المسكين عمله بالأوهام؟ لو أنّك عرضت مسبحتك وزعمت أنّ حبّاتها
قد انتظمت تلقائياً من دون أن ينظِّمها منظِّم، لاستهزأت بك البشرية. والأدهى من
ذلك أنّك لو أخرجت ساعتك من جيبك وزعمت نفس الزعم أيضاً بالنسبة إليها، ألا يخرجونك
من زمرة العقلاء؟ وألا يرميك كلّ عقلاء العالم بالجنون؟ فإذا وُصِفَ الّذي يُخْرِجُ
نظام هذه الساعة من قاعدة العلّة والمعلول، بأنّه مجنون ويجب أن يحرم من حقوق
العقلاء فما الوصف المناسب الّذي يجب أن يوصف به من يزعم أنّ نظام هذا العالَم، لا
بل هذا الإنسان ونظام روحه وجسمه قد ظهر تلقائياً؟ هل يجب إبقاؤه في زمرة العقلاء؟
ترى أيّ بله أشدّ من هذا؟. ﴿قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ﴾6.
الثالث: التفكُّر في أحوال النفس
من درجات التفكُّر التفكُّر في أحوال النفس وهو يؤدّي إلى نتائج كثيرة ومعارف
عديدة. وإنّنا سنلقي نظرة على نتيجتين اثنتين: الأولى: العلم بيوم المعاد. والثانية:
العلم بإرسال الرسل وإنزال الكتب، أي النبوة العامة، والشرائع الحقّة.
الأولى: العلم بيوم المعاد
إنّ من حالات النفس هو تجرّدها، وهي حالة لم يُولِ الحكماء العظام أهمية لأية
مسألة حكمية فلسفية أخرى مثلما أَوْلُوا هذه المسألة وأثبتوها بالأدلّة والبراهين.
ولكنّنا لسنا الآن في صدد إثبات تجرُّد النفس بصورة مفصّلة، وإنّما نكتفي ببعض
الأدلّة الّتي لا تستعصي مبادئها على الفهم، للوصول إلى المقصود.
1- يجمع الأطباء وعلماء الأبدان، وفي ظلّ التجارب، على أنّ جميع أعضاء الجسم، من أمِّ
الدماغ الّتي هي مركز الإدراكات ومحلّ ظهور قوى النفس، وحتّى آخر أجزائه الصلبة،
تبدأ، من سنِّ الخامسة والثلاثين، أو الثلاثين فما فوق، بالانحدار نحو الانحطاط
والنقصان، والاقتراب من الضعف والانحلال. ولقد جرّبنا بأنفسنا أيضاً كيف يبدو الضعف
في القوى كلّها. ولكن في هذه الفترة نفسها، أي من سنّ الثلاثين أو الأربعين فما فوق،
تزداد القوى الروحية والإدراكات العقلية كمالاً ورقياً وسداداً. ويتّضح من هذا أنّ
القوى العقلية ليست جسمانية، إذ لو كانت جسمانية لانحدرت، مثل سائر قوى الجسم، نحو
الضعف والوهن. كما لا يمكن القول بأنّ القوى العقلية تزداد قوّة بكثرة أعمال القوّة
الفكرية وحصول التجربة، إذ إنّ القوى الجسمانية ينتابها التعب والانحلال، لا القوة
والكمال، نتيجة لكثرة العمل وبذل الجهد. وهذا بذاته دليل على أنّ القوى العقلية
ليست جسمية ولا من آثار الجسم.
2- إنّ خصائص النفس وآثارها وأفعالها على النقيض من خصائص الأجسام وآثارها وأفعالها
بصورة مطلقة. وهذا دليل على أنّ النفس ليست جسماً. فمثلاً، نحن نعلم أنّ الجسم لا
يتقبّل بالضرورة سوى صورة واحدة، وإذا أريد إعطاؤه صورة أخرى كان لا بُدَّ للصورة
الأولى أن تفارقه لكي يمكنه تقبل الصورة الثانية. فإذا رسمت مثلاً، صورة على صفحة
الورق، لا يمكن رسم صورة أخرى مكانها إلّا إذا أزيلت الصورة الأولى تماماً. وهذا
الحكم يجري في جميع الأجسام بالضرورة العقلية.
أمّا النفس فتختلف تماماً، ففي الوقت الّذي تكون هناك صورة مرسومة فيها، يمكن رسم
صورة أخرى مضادة لها من دون زوال الصورة الأولى.
3- إنّ الجسم ترتسم فيه الصور المتناهية. أما في النفس فترتسم الصور غير المتناهية.
ولهذا فهي تحكم على الأمور غير المتناهية.
إذاً، يتبيّن أنّ النفس تضاد جميع الأجسام في خصائصها وآثارها وأفعالها. أي أنّ
النفس مجرّدة وليست من سنخ الأجسام والجسمانيات، والمجرّدات لا تفسد. وذلك لأنّ
الفساد لا يكون من دون مادّة قابلة للفساد، والمجرّدات منزّهة عن مادّة قابلة
للفساد. إذ إنّ ذلك من لوازم الأجسام. إذاً، لا تفسد النفس. ومن هنا يستنتج أنّ
النفس لا تفسد بفساد البدن وبمفارقتها له، بل تبقى في عالم آخر، ولا تفنى. وهذا هو
المعاد الروحي للنفوس والأرواح قبل يوم القيامة إلى أن يشاء الله لها أن تعود إلى
الأبدان.
الثانية: العلم بإرسال الرسل وإنزال الكتب( النبوة العامة)
لا بُدَّ أن نعرف أنّ للنفوس صحّة ومرضاً، وصلاحاً وفساداً، وسعادة وشقاء، وأنّ
إدراك طرقها ودقائق مصالحها ومفاسدها لا يتسنّى لأحد سوى ذات الله المقدسة. لذلك
ففي النظام الأتم ـ الّذي هو أحسن نظام، وقد تبيّن من قبل أن منظِّمة حكيم على
الإطلاق ومحيط بكلّ شيء ـ لا يمكن أن يهمل بيان طرق السعادة والشقاء، والطرق
الهادية إلى الصلاح والفساد، وطرق علاج النفوس، إذ إنّ مثل هذا الإهمال يقتضي النقص
في العلم أو النقص في القدرة، أو الظلم والبخل من دون سبب.
ولقد تبيّن أنّ ذات الله المقدّسة منزّهة عن كلّ ذلك، فهو الكامل على الإِطلاق
والمفيض على الإطلاق، وأنّ إهمال بيان الطرق الموصلة إلى السعادة والشقاء يعدّ خللاً
كبيراً في الحكمة، ويبعث على الفساد والاختلال في النظام والحكم. إذاً، أصبح من
اللازم بيان طرق السعادة والهداية في النظام الأتم.
وقد حصلت من هذا نتيجتان واضحتان:
الأولى: هي أنّ الشريعة ـ وهي الوصفة الخاصّة بإصلاح الأمراض النفسية ـ لا توجد إلاّ
عند ذات الحقّ المقدّس.
الثانية: هي أنّ الله تعالى يعلنها ـ الشريعة ـ حتماً. ومعلوم أنّ مثل هذا الهدف
العظيم، وهذا العلم الكامل الدقيق الّذي يعجز عن إدراكه أعقل العقلاء ولا يقع لأحد
إلّا عن طريق الوحي والإِلهام. أيّ يجب أن يكون تعليمه من جانب الحق تعالى. وبديهي،
أنّ جميع أفراد البشر ليسوا خليقين بمثل هذه الهبة، وليست لهم القابلية والقدرة على
القيام بمثل هذه المهمّة. ولكن يظهر خلال بضعة قرون من يكون جديراً بالاضطلاع بمثل
هذا الواجب وتحقيق مثل هذا الهدف العظيم، فيبعثه الحقّ تعالى ليبيّن للناس الطريق
إلى السعادة والطريق إلى الشقاء، ليعلم الناس كيف يصلحون أنفسهم. وهذه هي النبوة
العامة.
تتميم(النبوة الخاصة)
وهو أنّنا وبعد أن علمنا ضرورة وجود شريعة إلهية لبني البشر، ولزوم رجوعنا إلى
الشرائع السائدة بين الناس، وهي على الأغلب الشرائع الإِلهية الثلاث: اليهودية
والمسيحية والإِسلام، نرى بأنّ الشريعة الإسلامية هي أكمل من الشرائع الأخرى في
أبعادها الثلاثة، الّتي هي أساس الشرائع ومدار التشريع، ـ أحدها ما يعود إلى
العقائد الحقّة، والمعارف الإِلهية وتوصيف الحقّ وتنزيهه، وكيفية ذلك. والعلم
بالملائكة وتوصيف الأنبياء عليهم السلام وتنزيههم، ممّا هو أصل الشريعة وأساسها.
وثانيها ما يعود إلى الخصال الحميدة والأخلاق الفاضلة وإصلاح النفس. وثالثها هو
جانب الأعمال الفردية والاجتماعية والسياسية والمدنية وغير ذلك ـ بل إنّ كلّ ناظر
منصف وغير مغرض في هدفه يدرك أنّ الإِسلام أرقى من أن يقارن بدين آخر، وأنّ الحياة
البشرية لم تشهد قانوناً ولا شريعة بهذا الإتقان بحيث تكون تامة وكاملة في جميع
مراحل الحياتين الدنيوية والأخروية. وهذا بذاته خير دليل على أحقية الإسلام وصدقه.
وعليه، وبعد إثبات النبوّة العامّة، وأنّ الله قد شرّع لبني البشر شريعة، وبيّن لهم
طريق الهداية، ووضعهم ضمن إطار نظم ونظام، لم يعد إثبات أحقية الدِّين الإسلامي
بحاجة إلى مقدّمات أبداً، سوى التمعُّن فيه ومقارنته بسائر الأديان والشرائع في
جميع المراحل الّتي يمكن تصوّرها، ابتداء من حاجة الإِنسان إلى الملكات الحقّة
والمعارف النفسانية، وحتى بلوغ الواجبات النوعية الفردية والاجتماعية. وهذا معنى من
معاني الحديث الشريف: "الإِسْلامُ يَعْلُو وَلا يُعْلَى عليه"7 إذ كلّما
ازداد العقل البشري تقدُّماً وتطوّراً في مدركاته وتمعّناً في حجج الإسلام وبراهينه،
ازداد خضوعاً لنور هدايته، فلا تظهر حجّة ودليل في العالم ضدّ الإسلام إلّا وينتصر
عليه.
والمستخلَص من أدلتنا على إثبات نبوّة خاتم النبيين صلّى الله عليه وآله وسلم هو
أنّه لمَّا كان إتقان خلق الكائنات وحسن تربيتها وتنظيمها دليلاً يهدينا إلى
الاعتراف بوجود الخالق والمنظِّم الّذي يحيط علمه بكلّ الدقائق واللطائف والجلائل،
كذلك يهدينا إتقان أحكام شريعة وحسن نظامها وتربيتها الكامل وكونها تتكفل بكلّ
الحاجات المعنوية والمادية، الدنيوية والأخروية، الفردية والاجتماعية، إلى أنّ
مشرّعها ومنظّمها عالم محيط بجميع حاجات العائلة البشرية. وكما أنّ العقل يهدينا
إلى أنّ عقل ذلك الإنسان، الّذي كتب تاريخه جميع المؤرّخين من مختلف الأمم قائلين
إنّه كان أمّياً وعاش في محيط خال من الكمالات والمعارف، لا يمكن أن يكون قادراً
على وضع مثل هذا الترتيب الكامل والنظام التام بنفسه. كذلك ندرك بالضرورة أنّ هذه
الشريعة قد شرعت في الغيب وفيما وراء الطبيعة، ونزلت عن طريق الوحي والإلهام على
ذلك الإنسان العظيم. والحمد لله على وضوح الحجّة.
1- الكافي، ج2، ص45.
2- م.ن.
3- بحار الأنوار، ج68، ص327.
4- م.ن، ج66، ص293.
5- سورة إبراهيم، الآية: 10.
6- سورة عبس، الآية: 17.
7- وسائل الشيعة، ج17، ص376.