لمناسبة الذكرى الثالثة والعشرون لرحيل الإمام الخميني قدس سره ، أقامت المستشارية الثقافية للجمهورية الاسلامية الايرانية حفلا خطابيا في قاعة تموز في رأس العين بمدينة بعلبك تخليدا للذكرى. حضره حشد من الشخصيات وفاعليات المدينة.
بعد آيات من القرآن الكريم والنشيدين الوطني اللبناني والايراني، تحدث المستشار الثقافي في السفارة السيد محمد حسين رئيسزاده، فأكد"ان الإمام الخميني رجل عظيم من رجالات الأمة وصديقيها. غادرنا الى جوار الحق الأعلى تبارك وتعالى قبل ثلاثة وعشرين سنة".
وقال:"في هذه الذكرى نجد انفسنا أمام إمام تعددت مناقبه وصفاته. فهو الجامع بين العلم والعمل مثلما جمع من قبله الاولياء والعرفاء والحكماء والمجاهدين الذين صنعوا للحضارة البشرية مجدها وعزتها".
اضاف:"لقد تزامنت ذكرى رحيل الإمام الخميني هذا العام مع ملحمة الصحوة الإسلامية لشعوب المنطقة، وهي تواجه الاستكبار العالمي وفي المقدمه أمريكا والصهيونية. وقد أثبت الفضل الإلهي صحة توقعات ذلك الرجل الإلهي".
وختم بالقول:"ان الاستكبار العالمي بعد هزيمته من المقاومة والصحوة الاسلامية في المنطقة يحاول الحؤول دون انتصار الشعوب. فعلينا ان نكون واعين لافشال مؤامراتهم. ومن جملة مؤامراتهم اضعاف المقاومة ودول الممانعة وايقاع الفتنة المذهبية. وقد لاحظنا في الاسابيع الاخيرة بعض الحركات المشبوهة التي تعمل لصالح الاستكبار والكيان الصهيوني وتريد زرع الفتنة بين الطوائف وخصوصا بين السنة والشيعة لتسهيل الطريق أمام هجوم العدو على الصحوة الاسلامية والمقاومة".
المطران عطاء الله
بعد ذلك تحدث راعي ابرشية بعلبك- دير الاحمد المطران سمعان عطاءالله فقال:"ان ثورة الإمام الخميني الاسلامية في ايران، فجرت لاحقا ثورات عديدة بخاصة في العالم العربي الاسلامي. وبذلك فتح سماحته رحمه الله، مدرسة سياسية تخرج قياديين بحسب الشريعة".
أضاف:"وفيما نحيي ذكرى رحيل الإمام الخميني الثالثة والعشرين نحيي في هذا الرجل التاريخي المواهب، وريث حضارة عريقة، قائدا ملهما لثورة ضد الظلم والقهر وعدم العدالة".
وختم بالقول:"وعندما انتصر في ثورته لم تعره المناصب وما فتش أن يعيش في القصور، بل فضل العيش في غرفتين متواضعتين استأجرهما في طهران. وفي منفاه جسد العيش معا بانفتاحه على العباد، وهم من غير دينه وقناعاته الإيمانية. كان يعيش مع جيرانه اعيادهم الى درجة توزيع الهدايا عليهم في أعيادهم الدينية".
الشيخ عبد الرزاق
من جهته قال رئيس جمعية الاصلاح والوحدة الشيخ ماهر عبدالرزاق:"الإمام الراحل أدخلنا مرحلة جديدة في حياة الأمة، وعندما نتحدث عنه نتحدث عن مرحلة مليئة بالانجازات والانتصارات ولى فيها عصر الهزائم والاستكبار العالمي، هي المرحلة التي أعادت للأمة كيانها وأعادت للأمة عزتها".
اضاف:"الحديث عن الإمام هو حديث عن مشروع الأمة مشروع الوحدة الاسلامية الذي أطلقه الإمام الخميني. اطلقه الإمام لأنه على يقين اذا ما اجتمعت الأمة قادرة على مواجهة كل التحديات والمؤامرات الداخلية، فمشروع الوحدة هو مشروع رباني قرآني محمدي خميني".
الشيخ يزبك
ثم كانت كلمة لرئيس الهيئة الشرعية في حزب الله سماحة الشيخ محمد يزبك حيث قال:"الإمام الخميني قدره على قدر همته، همته تعلقت باللامتناهي، فكان قدره عظيما، ونفس نقية سابحة في الطهر تحوم حول العرش شاركت أهل الدنيا دنياهم ولم يشاركها أهل الدنيا عروج ما هو خير وأبقى"والآخرة خير وأبقى". قد تفانى الإمام العاشق، سير مخلوق الى خالقه، شجاعة في منتهى الشجاعة تهذيبا وتأديبا فكانت بحق على قدر أنفته، وعزته لن يخالطها هوان ولا ذل، أسقط الحجب فلا حجب بين الله تعالى وعباده إلا ما احتجب به العباد عن غير بصيرة والإمام الخميني على صراط جده أمير المؤمنين علي يردد ما قاله:" إني على بينة من ربي، ومنهاج من نبي، وعلى الطريق الواضح. ذلك هو منتهى البصيرة ومعها هل يبقى من حجاب".
وأضاف:"الإمام تحدث عن عظمة الأمة وسبيل نصرها بقوله: إن الإجتماع على الحق وتوحيد الكلمة، وكلمة التوحيد، التي هي ينبوع عظمة الأمة الاسلامية، هي السبيل الى النصر. وكان الإمام حريص على الوحدة الاسلامية، مؤكدا على حقيقة الثورة وماهيتها الإسلامية، لا شرقية ولا غربية، لا قومية ولا طائفية، ولا مذهبية، اسلام هو سلام الإنسانية، والعدو هو عدو الانسانية. ركز الإمام على قضية الإسلام والإنسانية فلسطين، وان اليوم طهران وغدا فلسطين بإقتلاع الغدة السرطانية ورفع علم فلسطين على سفارتها في طهران بعد تهاوي سفارة اسرائيل الشاهنشاهية منها".
وفي الختام قال الشيخ يزبك:"ما يجرى على أرض سوريا مقلق ومؤلم، مجازر وقتل ودمار، اعلام تحريض التقى أصحاب المشاريع على تفتيت شعب قد هيئوا للفتنة مناخ وللحرب الأهلية آمالا تطمح اليها أحقاد دفينة. المطلوب مد اليد تمهيدا للحوار والتفاهم السياسي والخروج من الأزمة لتعود سوريا بتلاحم شعبها وجيشها وقيادتها أقوى ممانعة وحضورا فإلى أين يا عرب ولمصلحة من وضع سوريا تحت الفصل السابع والإستظهار بالعدو على النفس".