10/2/2014
بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لانتصار الثورة الاسلامية المباركة في ايران استضاف مركز الامام الخميني (قدس سره) الثقافي في برج قلاويه,الأخ د.محمد صادق الحسيني الخبير والمحلل الاستراتيجي,في لقاء حواري مع جمهور من أهل المنطقة والمهتمين بالفكر والسياسة والمتشوقين لمعرفة المزيد عما يدور حول عالمنا العربي والاسلامي هذه الايام. وهذا ملخص للمحاضرة والحوار مع د. الحسيني

بعد حمد الله وشكره, هنّأ لعالم الاسلامي بانتصار هذه الثورة المباركة التي قال عنها (مناحيم بيجن) رئيس وزراء الكيان الصهيوني وقتها: (انه زلزال بدأ يهز المنطقة ) وهذا الزلزال لا يزال حتى الآن يهز العالم كله وليس المنطقة وحدها.

كما هنأ وعزّى العالمين العربي والاسلامي بشهادة القادة , شيخ الشهداء الشيخ راغب حرب ,سيد المقاومة السيد عباس الموسوي, وقائد الانتصارين الحاج عماد مغنية (الحاج رضوان), الذين تصادف ذكرى شهادتهم في الأيام القليلة القادمة.

اما كلامنا اليوم, فالأدب يقـتضي ألاّ أتكلم بحضرة العلماء وأهالي الشهداء وأصحاب أقدس قضية وأعظم ذكرى من كوادر ومفكرين ورجال الله , لكن كما قالت العرب : الامتثال خير من الأدب ،(وامتثلت لما طلب مني بالكلام بحضرتكم ) فعليه كلّ ما عندنا من معارف او معلومات هومنكم انتم عوائل الشهداء وشعب المقاومة,وقد علمتمونا كما دماء الشهداء وعذابات الجرحى , فلكم ولصبركم وتحملكم وتضحياتكم كل التقدير والاجلال.

جاء في قوله تعالى ( بسم الله الرحمن الرحيم. الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوالكم. فاخشوهم فزادهم ايمانا.وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل.) فاحد مصاديق هذه الآية. اننا اليوم في حالة حرب ومواجهة منذ ان بدأت الثورة الاسلامية المباركة وانتصرت قبل خمسة وثلاثين عاما , مواجهة بين معسكرين , معسكر الباطل الذي بدأ يأفل نجمه , يتقهقر, ينهار- وان ببطئ- وبين معسكرالحق الذي يصعد نجمه ويتكامل صعودا الى السماء ؛ وهو معراجنا جميعا .

وللحصول على تقدير وتحليل صحيحين لا بد أن نتقن أمورا ثلاثة: أ – تقديرسليم للموقف ب- حساب دقيق لموازين القوى- ج- تحديد البوصلة بشكل صائب وسليم. أما الكلام عن تقدير الموقف فنحن نعتقد أننا في عصر خيبر وبدر ولسنا في عصر شعب ابي طالب . حيث يعتقد الكثيرون أننا - وفي لحظات التفاوض العسيرة والصعبة سواء في حنيف 2 السورية او جنيف 3 الايرانية النووية- أننا نفاوض من موقع ضعف أو تحت الضغط وهم في موقع قوة ولهم اليد العليا, بل العكس ,اليد العليا لنا ,وموقفنا موحد في جبهة محلية في كل أقطارنا العربية والاسلامية .

أما اتجاه البوصلة :فعندهم تتجه بشكل مغاير للسنن الكونية مجانبة طريق الحق , أما عندنا فاننا نعتقد أننا مع الحق ومع السنن الكونية وللتوضيح نقول:

مرّ علينا العيد الوطني في 25 أيار 2000 وهو عيد الانتصار للأمتين العربية والاسلامية ولكل المظلومين والاحرار في العالم وللمترقبين لدولة الحق, دولة العدل, دولة الامام المهدي (عج) ,انه انتصار على امبراطورية الشر الكبرى (امريكا ) التي زرعت الكيان الصهيوني في منطقتنا (كحاملة طائرات على اليابسة) ولأول مرة في هذا العصر هزمناهم (امبراطوريات الشر الكبرى ومعها الكيان الصهيوني ) على يد رجال الله في البر, وقد سحبت العصابات الصهيونية قواتهامن اراضيكم دون قيد اوشرط , وهذا لم يحصل على الاقل في التاريخ المعاصروهذه دلالة على أن اتجاه البوصلة مع السنن الكونية وانتصار ارادة المظلوم على الظالم.

اذن , انتصرنا بعد عمليات معقدة ومكثفة ومركزة استمرت أعواما طويلة صنعنا خلالها عددا كبيرا من معادلات الردع ابتداء من ال 93وال 96 وصولا لل 2000 وهي المعركة الحاسمة لهزيمتهم في اليابسة, وقد انتظروا ستة أعوام تحضيرا لمعركة قادمة ظنوا أنهم سينتصروا علينا وهي معركة الجو ,

فكانت ال 2006معركة جوية بامتياز, بغض النظر عما جرى من محاولة دخول القوات ومعارك الدبابات وكل ما حصل بتلك الايام , فكانت معركة محاولة تكرار ما حصل في كوسوفو-في يوغوسلافيا السابقة –وظنوا أنهم من خلال القصف الجوي المستمر خلال 33 يوما أن شعبنا المتلاحم مع رجال المقاومة وأبطالها و قيادتنا سيهزمون, لكن قراءة دعاء الجوشن الصغير من المحيط الاطلسي حتى سور الصين العظيم كان يقاتل الى جانب رجال الله في مارون الراس وعيتا الشعب وكل البلدات , حتى هزمناهم وتحولت طائراتهم الى خردة حديد لم تستطع ان تهزم ارادة رجل واحد بقيعلى الجبهة 33 يوما في متراس انفرادي بكامل عدته وجهوزيته, وحتى عندما عاد الى منزله لم يستطع النوم الا بعد ان اعاد ارتداء الحذاء العسكري(البسطال) الذي اعتاد النوم اثناء المعارك وهو بكامل جهوزيته, .بهذه االارادة والصلابة والروح المقاومة استطاعت ارادتنا ان تهزمهم في الجو.

أما الربيع العربي ألذي هو (غير الصحوة الاسلامية التي نعتقد أنها حصلت لكن ثمة من اختطف ارادتها وقام بثورة مضادة على شعوبنا)هو موآمرة امريكية,لتوجية ضربة في البطن الرخوة للامة العربية ظنا منهم أنهم سيقسمون ظهرنا في سوريا , وقد كان أول من انتبه لهذه الموآمرة سماحة السيد القائد الخامنئي حفظه الله حين قال:هذه حرب محاولة صنع البديل للثورات العربية حتى يوقعوا الفتنة بين صفوفنا)انتبهوا جيدا وتيقظوا , لم ينتبه الكثيرون الى ان اضطر سماحته للقول: ان الدفاع عن سوريا هو دفاع عن الأمن القومي لبلداننا جميعا في المنطقة. وقد قال قائد فيلق القدس الحاج قاسم سليماني (( انها خطوطنا الحمراء ومعراجنا للسماء ومقبرة للغزاة)) هذه المعركة هي معركة البحر ولقد أصبح بقاء الأسد محتوما من يوم السيطرة على بابا عمرو والمعركة مستمرة الى يومنا هذا .

أما السبب الرئيسي لهذه المعركة(معركة البحر) فهو السيطرة على انابيب النفط والغاز التي ظن الامريكيون انهم قادرون على تغيير معادلات موازين القوى لينقلوا المعركة من البر والجو الى البحر من خلال السيطرة على مواقع النفط والغاز من طول الساحل الفلسطيني مرورا بالساحل اللبناني وصولا الى اللاذقية على الساحل السوري , حيث تتوفر كميات هائلة في البر وتحت المياه (ومخزونها الحقيقي تحت المياه) . فقد اشتروا كل الدراسات والشركات العاملة بهذا الخصوص ليسيطروا على الخطوط بدلا من ايران وروسيا( خطوط ايران عبر تركيا وخطوط روسيا عبر أوكرانيا)حيث يصبح بنظرهم الخليج الوهابي المرتبط بالحركة الصهيونية العالمية ومعهم اسرائيل البديل عن ايران وروسيا لامداد اوروبا الغربية بالنفط والغاز, بالاضافةلاسقاط قدرة الممانعة وتصفية القضية الفلسطينية.

وفي حادثة عن معركة البحر وخلال زيارة لامير قطر السابق الى طهران وبعد أن هدد ونقل الانذار بالبوارج الامريكية في الخليج الفارسي التي ستضرب ايران اذا لم تسحب دعمها لحركات التحرر والمقاومة وسوريا بحجة الملف النووي ,وقبل ان ينهي كلامه طلب منه الدخول الى قاعة مجاورة وعرض عليه شريط فيديو عن البوارج وكيف استطاعت الزوارق الايرانية من الاقتراب منها والدوران حولها وتصويرها وتصوير حركتها وارقامها ثم عادت سالمة دون ان تشعر بها البوارج,والتي يفترض ان نسمة الهواء او ايحركة قريبة لا بد ان ترصدها, وقد قفل راجعا الى الدوحة بنسخة من هذا الفيديو دون ان يكمل محادثات الوعيد والتهديد بالبوارج معتبرا مما رآه انها نهاية معركة البحر هذه مع ايران .

وهناك تاريخ مهم جدا وهو الثالث من ايلول يوم كرر اوباما على مدى أسابيع ان أيام الأسد أصبحت معدودة وأنه مضطر لمعركة ولو محدودة, وتحدث تركي الفيصل كذلك, وكان الجميع يحضّر لمعركة وعدوان على دمشق , فأرسلت القيادة الايرانية شريط فيديو مماثل للادارة الامريكية ووصل لوزير الحرب في البنتاغون وفيه: لن نسمح بسقوط دمشق وان دفاعنا عن هذا الخط هو معراجنا للسماء وسنجعل الميدان مقبرة للغزاة.وكان لصمود القائد العام لهيئة الاركان المشتركة الرئيس الاسد والدعم الايراني الذي يهدد مصالح امريكا وقواتها في كل العالم وصمت حزب الله القاتل, كان لهذا الصمود, الفضل في اسقاط ارادة اوباما والعدوان مما اضطر اوباما لطلب النجدة من القيادة الروسية( الخائفة والمترددة عشية ) قمة العشرين, فكانت التسوية على الكيمياوي السوري والتي أعلنت هزيمة العدوان في البحر, وتربع بوتين امبراطورا حاكما في المعادلة الدولية(بعد خوفه وترقبه), وسرّع لهاث الامريكيين (الذين اصبحواالخائفين المترقبين) للحوار مع القيادة الايرانية ,وقد حاولوا مرارا الى ان أتت فرصة نيويورك , حيث لاحقوا الرئيس روحاني الى ان كان بطريقه للمطار مغادرا,اضطر ان يقبل المهاتفة وطلب منه الحوار على الملف النووي, واذا تم التوافق فستبحث باقي الملفات وأولها السوري .وقد كان التفاوض من موقع قوة ولا ملاحق سرية له ,والوصول الى نتيجة و معادلة ان ( ايران دولة نووية سلمية)عند الاوروببين والامريكيين ,وقد استطعنا أن نحقق ما يشبه صلح الحديبية كاستراحة محارب ليأذن الله امرا كان مفعولا.

بالاضافة الى ما حدث في البحر في تلك الفترة من اكتشاف الروس وتدمير الصاروخين الامريكيين على السواحل السورية والمنطلقين من البحر, وقد ادعت امريكا انهما اسرائيلييان لتخفي فشلها الذريع وكانت دلالة اخرى على هزيمة البحر والخروج منه والركض للتفاوض. فما مدى اهمية البحر الابيض المتوسط ؟

كلنا يعلم أن الاسكندر المقدوني عندما وصل لسواحل عكا وابان حكمه سقطت بلاد فارس لمدة 300 عاما ,فثمة من يقول :ان من يمسك بتلابيب المتوسط يمتلك العالم ,ونعتقد ان الآية معكوسة, فجبهة المقاومة والحمهورية الاسلامية اصبحوا سادة البحر وسلاطينه الجدد.وهذا ما يقلق الامريكيين وحلفاءهم من الاعراب والصهاينة.

وثمة معركة تدور بشراسة وبقوة للسيطرة على باب المندب وصولا للبحرالاحمر فما يحصل اليوم في اليمن (والكثير منّا يستنكر لماذا لا ترد جبهة المقاومة على الجرائم التكفييرية عند ال سعود وبندرهم ؟) نقول:

لأول مرة منذ قرون تعود اليمن زيدية يمنية حضارية ثقافية وتطرد آل الاحمر (امراء ال سعود) المتخفين تحت عباءة حاشد من دماس والجربة وعمران وقد سيطروا على المنافذ السبعة لصنعاء ليسيطروا على العاصمة متى ما تهيأت الظروف والبيئة الحاضنةالسياسية والدبلوماسية والنفسية التي تغير موازين القوى ، ما سيؤثر على باقي دول الخليج وباب المندب وصولا للبحر الاحمر.

وقد سمعنا قبل ايام عن مغادرة سفن حربية ايرانية السواحل الافريقية باتجاه المحيط الاطلسي واصبحت في المدى الحيوي للامن القومي الامريكي وجها لوجه مع البوارج الحربية الامريكية.

وبذا تكون نبؤة عبد الناصر في الستينيات قد صدقت :بأن الوطن العربي من المحيط الى الخليج سيقاوم الاستعمار.وهذا التحول يعنياننا في معركة دولية وليست محلية اقليمية وهم الان يتحضرون للانكفاء والخروج من المنطقة بحجة ان امريكا ستكون دولة نفطية عام 2016 ومصدّرة للنفط عام 2019 وستستغني عن الخليج واول من تضحي به السعودية والنظام السعودي الذي منذ ان تأسس وضعت له وظيفتان 1- تسيير النفط الى الغرب 2- حماية امن اسرائيل, فاذا ما تخلت امريكا عن ال سعود سيظهر جليا ان نظامهم ملحقا للكيان الصهيوني وسيكون لجانبه ومعه في المعارك بيننا وبين امبراطورية الشر, علما ان هناك صراعا بين أجنحة امراء السعودية ,فهناك الجناح الفيصلي(سعود الفيصل وتركي الفيصل) وجناح الملك عبدالله ومعه مقرن وهذا الجناح هو الذي سحب بندر من التداول كما ظهر ذلك في القرارات التي اتخذت مؤخرا بملاحقة ومحاسبة الذين يحاربون في سوريا, نعم الاجنحة تتنافس على التقرب من الادارة الامريكية ومن يقدم اكثر في تصفية القضية الفلسطينية.

و هناك خطورة على صعيد سحب ورقة الاخوان المسلمين من التداول من تونس الىليبيا ومصر وتركيا بالاضافة الى استنـزاف الجيوش العربية(خطة اوباما-كيري) والقضاء على خلية غزة او ما تبقى من المقاومة ودمجها بسلطة رام الله من خلال محمد دحلان , وان يصبح الاردن الوطن البديل مع دولة فلسطينية ناقصة السيادة والحرية والقرار وممزقة الاشلاء بدون حق العودة لأي لاجئ فلسطيني بالشتات,ونحن ندرك تماما ان الحوار الجاري بيننا وبين معسكر الأعداء معرّض لغدر الاميركان والطعن في الظهروهم يطلبون منا التنازل عن القضية الفلسطينية وقبول التسوية وبالتالي تصفيتها ,وبذلك تتحقق مطالبهم بيهودية الكيان الغاصب لتصبح الحالة اكثر خطورة.

ولمواجهة كل هذه التحديات والمخاطر الأنفة لابد من دبلوماسية حياكة السجاد والذبح بالقطنة واستخدام التقية بمعناها السياسي الاستراتيجي(احفظ حالك كما تحفظ مالك وذهبك)وقد قال الشاعر حافظ الشيرازي سعادة الدارين في هذين البيتين( مداراة مع العدو ومروؤة مع الصديق), فلا بد من الحكمة والدراية والصبر وتجنب المعوقات من الصديق والعدو,والا تستعمل الضربات في غير محلها , ولا المعارك بغير ساحاتها , ولا التوقيت غير المناسب, وكل ما نخوضه الان من معارك هو لتثبيت الانتصارات التي حصلت في البر والجو والبحر,وهذا يبين لنا كيف اننا لن نحوّل البوصلة الى اي اتجاه اخر. وحتى يونيو القادم ستخاض معركة صناديق الاقتراع في سوريا وهي معركة قوية جدا ,ونعتقد ان الرئيس بشار الاسد سيتربع على عرش العالم بعد أن يفوز ويهزم اكثر من 83 دولة خاضوا ضده حربا دولية لمدة ثلاث سنوات ونيف, ومن الان لذلك التاريخ علينا الصبر وتحمل حروب وضربات اليائسين من اغتيالات وتفجيرات, فكلنا مشروع شهيد وبعد ذلك التاريخ سيكون لنا حديث اخر, حيث ستتغير ,قواعد الاشتباك, تركيا ,البحرين , مصر, مجلس الامن , صندوق النقد والبنك الدولي والعلاقات الدولية والمحاور وكل شيئ سيتغير.

اما في لبنان فلن يجرؤ احد ان ياخذ اي قرار سياسي دون ان يتوسل رضا سيد المقاومة وهو الذي يحدد هوية وشخصية من سيفاوض عن جبهة المقاومة, وهو الوكيل الشرعي والقانوني والسياسي والدبلوماسي للتفاوض باسم القيادة الايرانية حول كل الملفات المتعلقة بالعالم العربي , كذلك تمّ تفويضه من الرئيس بشار الاسد الذي يسميه سيد الوفاء, فعند الاسد ايضا سيد المقاومة هو الذي يعطي الاشارة في كل ّ الملفات العربية .ونعتقد اننا سنحتفل سويا عند سفوح جبل قاسيون بالنصر الذي بدأت تستعدّ له كل المحافظات السورية وكل جبهة المقاومة وشعبها وشعب يا اشرف الناس.

اسئلة الحضور (الحوار):

ماهي التغيرات المتوقعة للبلدان المذكورة بالمحاضرة تركيا, مصر,البحرين والى اين تتجه التحركات الشعبيه وما هي نتائج التغيير؟

اجابة د. محمد صادق الحسيني :

اولا البحرين: لقد اثبتت ثورة البحرين أنها أكثر الثورات مظلومية رغم أنها سلمية وقد حافظت على سلميّتها رغم التضحيات الجسيمة فقد قدمت لتاريخه 120 شهيدا وهو عدد كبير نسبيا لعدد السكان الذي لا يتجاوز 500-600 الف نسمة ونعتقد أنها(كما يفكر الغرب للخروج من هذا الاحراج) ستطيح برئيس وزراء البحرين على الطريقة القطرية وتتحول لحكم برلماني او انتخابات , وهذا مسار معركة طويلة ستستمر سنة أو سنوات حتى يتم التغيير الكامل في باب المندب والبحر الاحمر وباقي دول الخليج .

ثانيا – مصر يحاول السيسي تبني أفكار عبد الناصر معدلة وبمرونة( كما يدعي) لتسوية أوضاع مصر , وامالة موازين التعاون نحو روسيا(كما ظهر في صفقة السلاح الرمسي) لكنه سيدفع ثمنا باهضا بتقديمه تنازلات كبيرة على مستوى القضية الفلسطينية, بناء على اطار كامب ديفيد وهو جانب سلبي خطير, وليس امام مصر الان الا تأتي للمشرق لان سيناء كانت جزء من سوريا في التاريخ القديم ,كما انها جاءت للدفاع عن سوريا عام 1804 مع فخر الدين المعنيّ في مواجهة الدولة العثمانية , وهي بدورها لاحقت آل سعود حتى الدرعية , وليس أمام مصر حديثا الا التوجه نحو المشرق العربي والالتحاق بجبهة الممانعة والمقاومة للمشاريع الصهيو-امريكية,حتى تعود لمكانتها الريادية في العالم العربي كما كانت ايام عبد الناصر.

ثالثا- حول تركيا سعى اردوغان المنافق والمشترك بسفك دم السوريين , ويحاول عبر مستشاره القومي الرجل القوي جاهد ارسلان كموفد من قبله الى طهران لفتح طريق آمن للعودة عما بدأ به ضد سوريا وشعبها , لكن طهران ودمشق لا زالتا تتريثان في استقبال المستشار وربما يقوم بهذا الدور عبدالله غول , ولا ننسى دور فتح الله غولين المقيم في واشنطن والذي جرّ حزب العدالة والتنمية الى الصهاينة وربطه بهم عبر احمد داوود اوغلو, وفي المحصلة يجب ان ينتهي اردوغان وينسحب من التداول السياسي كما رئيس الوزراء القطري وبندر وعندها قد تتصلح الامور مع دمشق , وتتعامل ايران مع تركيا بسياسة الصبر والتحمل ,ولن تقطع معها صلة الوصل,للحاجة الاستراتيجية لموقفها وموقعها. هذا والله ولي التوفيق وعليه المعول في كل امورنا والحمد لله رب العالمين.