تحريك لليسار
عوامل الانتصار في الحرب الناعمة ندوة فكرية محاضرة ندوة فكرية أمسية ثقافية شعرية الحفل السنوي لتخريج طلاب ورواد مركز الإمام الخميني الثقافي كتب حول الإمام سلسلة خطاب الولي متفرقات
سجل الزوار قائمة بريدية بحث
 

 
مواضيع ذات صلة
الإمام علي ع في فكر الخميني قدهعزّة النفس والإحساس بالمسؤوليةالتوجّه الشعبي وحبّ الناسمئة كلمة عرفانيةروح الله الموسوي الخميني لا يوجد أي مقال
 
التصنيفات » مقالات متفرقة
خطاب الإمام بمناسبة ذكرى مولد الرسول(ص)
تصغير الخط تكبير الخط أرسل لصديق طباعة الصفحة  
بسم الله الرحمن الرحيم‏

فضيحة أمريكا في عرضها إقامة علاقة مع ايران‏
أقدم أجمل التهاني والتبريكات لكافة الشعوب الاسلامية المحرومة وجميع المستضعفين في العالم وشعب إيران الأبي بمناسبة هذا العيد الاسلامى العظيم.
إنّ هذا العيد الكبير أساس لتمام البركات في العالم، ومركز لوحدة المسلمين. ليس بمقدوري التحدث اليوم حول بركات هذا العيد في هذه العجالة. أتمني أن يبدي الخطباء والمفوهون والكتاب اهتماماً في هذا الموضوع، ويبينوا بركات ولادة هذين الرجلين العظيمين. ما أريد قوله اليوم هو وجوب احتفال الشعب الايراني بهذا اليوم لأسباب عديدة؛ أحدها انتصار الشعب الايراني في الجبهات، في خطوطها المتقدمة والخطوط الخلفية، والشي‏ء الآخر الذي يستدعي تهنئة الجميع في هذا اليوم هو ذلك الانفجار العظيم الذي حدث في البيت الأسود لواشنطن، وهذه الفضيحة المهمة التي وصم بها القادة الأمريكيون. لاحظوا أنّ الصحافة ووسائل الاعلام والخطباء قد كرست جميعاً للتغطية على هذا الخزي المنسوب الى الرئيس الأمريكي. فيجب على الرئيس الأمريكي أن يقيم مجالس العزاء بهذه المناسبة، وأن يستبدل البيت الأبيض ببيت أسود- برغم أنّه كان كذلك دائماً- لكنّ هذا التناقض والاضطراب والهلع الذي يمر به البيت الأبيض وحماته يدل على عظمة المسألة، يدخل مسؤول أمريكى رفيع المستوى- على حد تعبيرهم- الى ايران بصورة غير قانونية بتذكرة مزيفة، في الوقت الذى لاتعلم ايران ما الموضوع. وفور وصوله الى ايران ومعرفة أنّه من المسؤولين الأمريكيين تقوم ايران بمتابعته ومراقبته ورصد جميع تحركاته والاطباق عليه، فلم يستطع مقابلة من أراد مقابلته.
ذلك الذى يزعم بأنّه لو ذهب الى روسيا لجاء الرئيس الروسي لزيارته ثلاث مرات يظن أنّ هذه روسيا أيضاً، هنا دولة الاسلام. فلا الكرملين ولا البيت الأبيض يستحق الذكر هنا؛ هنا دولة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، هنا دولة الامام الصادق (عليه السلام)، حراس هذه الدولة أشرف وأنبل من سكان القصور، متطوعونا وأمتنا أكثر عزاً ومجداً ورفعة من كافة الأمراء والملوك في العالم وجميع أصحاب الدعوات الجوفاء الذين يتصورون أنّ على العالم أن يخضع لهم.
أولئك من كانوا يقولون: نفعل كذا وكذا ونقطع علاقاتنا مع ايران وأمثال هذه الأمور، جاءوا اليوم يجرون أذيال الخيبة والخسران، ويرغبون باقامة علاقة مع الشعب الايراني، جاءوا يطلبون العفو والمسامحة لكنّ شعبنا لن يقبل ذلك. إنّ هذا موضوع في غاية الأهمية ويفوق جميع انتصاراتكم. يرسل الرئيس الأمريكي بكل ماله من أبهة وجلال- كما يزعمون- موفداً من كبار مسؤوليه ليلتقي مع المسؤولين هنا، فلم يبد أي مسؤول هنا استعداده للقائه. هذه قضية عظيمة أقامت الدنيا وأقعدتها، ويجب أن يكون لها ذلك الوقع الكبير، فجعلت البيت الأبيض ينصب مأتم العزاء.

فطنة ويقظة واقتدار الشعب الايراني
تتسابق جميع الدول العظمى الآن لإقامة العلاقة مع ايران، ما الخطب؟ هؤلاء أفراد الشعب الايراني؟ هذا الجمع الغفير لايران؟ ليس لايران سكان مقارنة مع سكان العالم. هذا عبارة عن ايمان شبابنا، هذه بركات الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم)، هذه بركات الامام الصادق (عليه السلام). أذهلت هذه البركات الدنيا، وحيرت الجميع. أولئك الذين كانوا يتصورون بأنهم يفعلون ما يفعلون بايران بصرخة واحدة يعتقدون أنّ هذا زمن القاجاريين، أو أنّه زمن البهلويين. اليوم يوم يقظة شعبنا، ويوم الفطنة وزمن تفتح براعم الايمان في هذه الدولة. لهذا السبب لو أصغيتم الآن الى أي من الاذاعات العالمية لوجدتم أنّها تتحدث حول قضية أمريكا وخضوعها أمام الارادة الايرانية. ما أكثر الاضطراب والقلق والتناقض في كلام ريغان نفسه، بحيث لايستطيع الانسان أن يصدق أنّ شخصاً كرئيس كذا دولة يصاب بهذا المقدار من الهلع والتناقض والاضطراب، هذا شي‏ء مهم للغاية. ليس الرئيس الامريكي فقط. بل الكرملين كذلك، أولئك ينافسون أمريكا لإقامة علاقة مع ايران.
ما الخطب؟ ماذا حل بايران؟ ماالموضوع الذي حدث بايران؟ ففي عصر السلاطين السابق، وفي زمن القاجار، وفي العصر البهلوى، لو أطلقوا كلمة من هناك لتنحى الجميع عن أماكنهم، ولو نهروهم لتجردوا من أسلحتهم، فما الذي حدث بحيث لايلتفت حماة هذه الدولة الى هؤلاء؟ لأنّهم أناموا الناس في تلك العصور. أنامت الدعايات المكثفة لأعداء الاسلام الناس وقتئذ، لقد فرقوهم عن بعض، وعزلت المدن عن بعضها، كانت الأحزاب تختلف وتتباين مع بعضها،
وكانت الحكومات عميلة. لكنّ الموضوع اختلف اليوم، فقد استيقظت ايران وعم الاسلام أرجاءها. اليوم ازدهرت حقيقة الايمان في ايران، وهذه بركات الايمان. لاتغفلوا عن ذلك، فهذا من بركات اتحادكم. إياكم والتفريط بهذه الوحدة وتلك العناية الربانية. في الوقت ذاته وعندما يرى الانسان أنّ أركان قصر الكرملين قد اهتزت وتوشح البيت الأبيض السواد حزناً وحداداً على خيبته، يراهم يتكلمون هنا وهناك لتبرير خطأهم واخراجهم الشخص الذي أرسلوه الى هنا بالخزي والعار. وللأسف الشديد أنّ بعض الأشخاص هنا لايدركون هذه الحقائق إما عن جهل أو عن عمد. فيقومون بتكرار دعايات الأعداء فى الداخل.

توبيخ وتعنيف المتجاوبين مع دعايات الأعداء
أنا لا أريد أن أسبب الحزن والكآبة للبعض في هذا اليوم الميمون، لكنّي أريد أن أقول: لماذا نحن متخلفون الى هذه الدرجة؟ لماذا نخسر أنفسنا بواسطة أغراضنا النفسية؟ حينما اهتز العالم من جراء عدم اكتراث ايران بالبيت الأبيض والأسود، لماذا نبرر موقف أولئك؟ لماذا نصبح متغربين أو متشيطنين الى هذه الدرجة؟ لم أكن أتوقع صدور ذلك من بعض الأشخاص، ولو أنّ بعضهم تافهون برأيي، لكنّي لم أتوقع من بعض ذوي الخبرة أن يرفعوا عقيرتهم بوجه المسؤولين في الدولة بدل أن يرفعوها بوجه أمريكا! ما الذي حدث؟ ما خطبكم؟ ماذا تفعلون؟ لماذا تتأثرون بالدعايات الأجنبية المغرضة أو بأهوائكم النفسية؟ في هذا الموضوع المهم يجب عليكم أن تتكاتفوا وتثبتوا للعالم أنكم يد واحدة، لماذا تثيرون الفرقة في أسبوع الوحدة؟ لماذا تدقون إسفيناً بين مسؤولي الدولة؟ لماذا تألبون الناس على الانقسام؟ ما الذي جرى لكم؟ أين تذهبون؟ لااستطيع التحدث إليكم كما أشاء، ولا أرغب بتعكير صفو العيد عليكم، لكن بالله عليكم هل هذا وقت أمور كهذه؟ وقت تأييد البيت الأبيض؟ وقت تأييد لريغان؟ كانت لهجتكم فيما قدمتموه للمجلس أشد من لهجة إسرائيل، أشد من لهجة سكان البيت الأبيض نفسه. مالذي حدا بكم على القيام بذلك؟ ما كانت هذه سجيتكم. أنا أعرف بعضكم، لم يكونوا على هذه الحال.
أتمى أن تعوا المسائل وتدركوها مرة أخرى، وتنتبهوا الى الدنيا والى أنفسكم، وتنتبهوا الى اقتداركم. لا تحطموا هذا الاقتدار، برغم أنكم لاتستطيعون، لكن لايجب أن يحدث أمر كهذا في إيران. لاأريد أنّ أكدّر صفوكم، لكن عليكم أن لاتكدروا صفو شعبنا، ولاتكدروا صفو المسؤولين، لاتخلقوا الاختلاف والانقسام، فهذا مخالف للاسلام، ومخالف للتدين، ومخالف للانصاف، لاتفعلوا ذلك.
آمل أن يمن الله سبحانه وتعالى بالسلامة والسعادة على أمتنا جمعاء، ويثيب أصدقاءنا الى رشدهم، ويهدي من أراد إيجاد الفرقة والاختلاف، ويكفي هذا البلد شر الأشرار. وأسأله جل‏
وعلا أن يجعل هذا العيد مباركاً على الجميع، و أن يربط جأش جنودنا أينما حلوا ليمضوا قدماً، وليعلموا بأنّهم منتصرون، وأنّ هذا النصر الأخير قد فاق جميع الانتصارات، وعليهم أن يمضوا قدماً ويوجهوا الضربة القاضية للعدو.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

صحيفة الإمام الجزء 20.


13-12-2016 | 11-13 د | 2458 قراءة

أخر تحديث: 2020-01-10
عدد الزيارات: 4608043

Developed by Hadeel.net جمعية مراكز الإمام الخميني (قدس سره) الثقافية في لبنان