بعد الاندحار المدويّ للعدوّ الصهيوني والذي استمرّ احتلاله ربع قرن من الزمان, وفي منطقة مثّلت رمزاً عظيماً للمقاومة والصمود و العنفوان الحسيني وتجسّدت فيها النظرة الخمينيّة الأصيلة للإسلام, وداعبت فيها كلّ زاوية من زواياها أرواح المجاهدين, و اختلطت في كلّ ذرّة من ترابها دماء شهدائهم, وحكت كلّ صخرة من صخورها حكايات بطولاتهم و مشاهد صولاتهم و جولاتهم, وشهدت أساطير عشقهم و قصص ولههم, وكانت ظرفاّ لعروج أنفسهم الوثّابة. في منطقة إقليم التفاح, كانت هذه المراكز الأربعة عاملاً من عوامل تثبيت أبناء القرى بأرضهم, وعاملاً من عوامل صمودهم,وشاهداً من شواهد الشكر العرفان له, وتأكيداً على الفكر والثقافة التي هزمت العدوان, وأثبتت انفتاحها على كل النسيج المتنوع الذي تمثّله المنطقة, والتي أثبتت قدرتها على خوض غمار الحوار المنتج المقرّب بين كلّ أبناء الوطن.